لقد كان توت عنخ أمون أحد فراعنة الأسره المصريه الثامنة عشر فى تاريخ مصر القديمه فى الفتره من 1334 الى1425 ق.م, يعتبر توت عنخ أمون من أشهر الفراعنه على الأطلاق ليس لكثره الانجازات التى حققها أو بسبب الحروب التى انتصر فيها مثل الكثير من الفراعنه, وإنما ترجع شهرته لأسباب آخرى تعتبر مهمه من الناحيه التاريخيه ومن أبرز هذه الأسباب إكتشاف مقبرته كامله بجميع ما فيها من كنوز دون أى تلف . زمن هذه الأسباب أيضا اللغز الذى احاط بظروف وفاته حيث أنه مات فى سن مبكره وهذا أمر غير طبيعى بالنسبه لفرعون شاب وخاصه بعد وجود آثار كسور فى الجمجمه وعظمة الفخذ, وكذلك زواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعونا, وكل هذه الأسباب جعلت من توت عنخ أمون من أشهر الفراعنه على الاطلاق.
ترجع أصول توت عنخ آمون إلى جده الملك أمنحوتپ الثالث الذي أنجب من كبرى زوجاته الملكة تيي إبنه أمنحوتب الرابع والذي يعرف بإسم أخناتون، تزوج أخناتون من الملكة نفرتيتي وكانت زوجته الرئيسية بالإضافة إلى زوجة ثانويه تدعى كيا؛ والتي يرجح انها والدة توت عنخ أمون، وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية في شهر أبريل عام 2010م أنه بناء على اختبارات الحمض النووى "DNA" تبين ان توت عنخ آمون هو ابن الملك أخناتون.
أثناء حكم توت عنخ أمون بدأت ثورة من تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق أخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة إلي عاصمته الجديدة أخت أتون بالمنيا و حاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله أمون في شكل الإله الواحد آتون . في سنة 1331 ق.م. أي في السنة الثالثة لحكم توت عنخ أمون الذي كان عمره 11 سنة وبتأثير من الوزير خپر خپرو رع آي رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة المتعددة ورجعت العاصمة إلى طيبة.
لفترة طويلة كان سبب وفاة توت عنخ أمون مسألة مثيرة للجدل وكانت هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي كانت ترجح فكرة انه لم يمت وانما تم قتله في عملية اغتيال, ونتيجة لاستخدام التصوير الحاسوبي الشريحي الثلاثي الأبعاد على مومياء توت عنخ أمون صرح عالم الأثار المصري زاهي حواس انه لاتوجد اية ادلة على ان توت عنخ أمون قد تعرض إلى عملية اغتيال واضاف ان الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق وانما تم أحداث هذه الفتحة بعد الموت لغرض التحنيط وعلل زاهي حواس الكسر في عظم الفخذ الأيسر الذي طالما تم ربطه بنظرية الأغتيال بانه نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له توت عنخ أمون قبل موته وربما يكون الألتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.
أظهرت التحاليل الحديثة أيضا أن عظم سقف التجويف الفمي لتوت عنخ أمون لم يكن مكتملا وكان طول قامة توت عنخ أمون 170 سم, وكان الطول العرضي لجمجمته أكبر من الطول الطبيعي, مما حدى بالبعض باقتراح مرض متلازمة مارفان كسبب للموت المبكر وهذه الحالة وراثية تنقل عن طريق مورثات جسمية مهيمنة.
كان التقرير النهائي لفريق علماء الأثار المصري إن سبب الوفاة هو تسمم الدم نتيجة الكسر في عظم الفخذ الذي تعرض له توت عنخ أمون والتي أدى إلى الگانگرين Gangrene الذي هو عبارة موت الخلايا والأنسجة وتحللها نتيجة إفراز إنزيمات من العضلات الميتة بسبب عدم وصول الأكسجين إليها عن طريق الدم.
وبسبب الغموض الذى يحيط بظروف موته والكم الهائل من النظريات التى تفسر موت هذا الفرعون اصبح من أشهر الفراعنه على الأطلاق .
( مريم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق