السبت، 16 يوليو 2011

وادى الملوك





قد اتخذ ملوك الدوله الحديثه مدينه طيبه عاصمه لهم وفضلوا المنطقه الجبليه المعروفه الآن بوادى الملوك على الشاطىء الغربى لطيبه ( الاقصر حاليا ) ، واتخذوها ايضا مكانا مختارا لحفر مقابرهم, ولكنهم لم يختاروا هذه المنطقه عبثا ولم يفضلوها بطريق الصدفه فنحن نعرف ان المصرى القديم قد وجه كل عنايته للمحافظة على الجسد، فحنطوه ووضعوه فى مكان حصين امين فكانت حجرة الدفن تحت الهرم وداخله بالنسبه للملوك وحجره الدفن تحت المقابر بالنسبة للأفراد، وإختلفت بعد ذلك نظريه الملوك فى تشييد مقابرهم بعد ان عاصروا سرقه محتوياتهم، فالهرم فى الدوله القديمه بضخامته ملفت للأنظار، ولم يحقق الغرض الذى شيد من أجله وهو وقايه جثمان الملك والحافظ على كل مايودع فيه من ذخائر ونفائس من عبث لصوص المقابر, اما ملوك الدوله الوسطى فقد شيد البعض منهم أهرام صغيرة نسبيا إلا انهم تلمسوا الامان عن طريق تعقيد الممرات الداخليه الموصله الى حجرة الدفن داخل الهرم, ولم تنجح هذه الطريقة ايضا لحمايه جثمان الملك ومابداخل الهرم من اثاث جنازى من عبث لصوص القابر, اصبح واضحا لملوك الاسرة الثامنه عشره ان الطريقتين السابقتين لم تمنعا اللصوص من محاوله سرقه الفراعنه ، ولهذا كان من الضرورى البحث عن طريقة اخرى ، وعلى امل ان يحفظ جثمان الملك او الملكه فى مكان امين بعيد عن اللصوص فى بيته الابدى ولهذا لجأ ملوك الاسرة الثامنه عشره وخلفائهم من بعدهم الى نقر مقابرهم فى صخر الجبل مختفيه وراء الهضاب فى واد بعيد عن اللصوص فى طيبة الغربيه، اصطلح على تسميته بوادى الملوك, وكان فى ذلك الوقت منطقه لا يطرقها انسان او حيوان ، جدباء ليس بها ماء ولا نبات بمعنى آخر تعتبر احسن مكان لإخفاء المقبره .
وقد تكلم المؤرخون والعلماء الاغريق واليونانين عن مقابر وادى الملوك, وقد ذكر استرابو عالم الجغرافيا الاغريقى فى القرن الاخير قبل الميلاد بان وادى الملود به 40 مقبره, اما ديودور الصقلى فقد اشار الى 17 مقبره فى وادى الملوك.
كان تحتمس الاول هو اول ملك من ملوك الدولة الحديثه الذى اتخذ وادى الملوك مقرا لمقبرته وكان فى هذه الوقت منطقه جرداء لا زرع فيها ولا ماء لا يطرقها انسان او حيوان لهذا اختارها وأمر بأن تنقر مقبرته فى صخر الجبل ويبدو انه تكتم فى البدايه سر بناء هذه المقبرة بدليل النص المنقوش على لوحه المهندس ( انينى ) والمحفوظه فى مقبرته بمنطقه شيخ بالقرنه بالبر الغربى فى طيبه, يقول النص  ( لقد اشرفت على حفر المقبره الصخريه لجلالته بمفردى ولا احد رأى ولا احد سمع ) على انه من الصعب قبول ماذكره ( اتينى ) فالقبر كان معروفا ولو لعدد بسيط من العمال والفنانين كذلك اشترك بلا شك عدد غير قليل من كبار رجال الدوله فى مراسم الدفن, والاراء التى تقول بأن الملك كان يستخدم اسرى الحرب وان العمل كان يتم اثناء الليل حتى لا يرى احد مكان القبر، كلها افتراضات لا اساس لها من الصحه.


من أهم مقابر وادى الملوك

مقبرة الملك تحتمس الثالث

مقبرة الملك تحتمس الثالث تتكون من محورين وهذان المحوران يكونان زاوية تكاد تكون قائمه, ومدخل المقبره فخم يقع فى مكان عال، ولهذا اقامت مصلحه الاثار سلما من الحديد لكى يسهل الوصول الى هذا المدخل المحفور فى منطقة مرتفعة فى صخر باطن الجبل وقد اكتشف المقبرة ( لوريه ) عام 1898 م.

مقبرة تحتمس الرابع

اكتشفت هذه المقبره عام 1903 م على يد ( تيودور دافيز ) ومساعده ( كارتر )، وتتكون هذه المقبرة من ثلاث محاور كل محور يكون مع الآخر زاويه تكاد تكون قائمه، ولم يتبع هذا النظام غير ملكين من ملوك الاسره الثامنه عشره وهما الملك تحتمس الرابع والملك امنحوتب الثالث الذى فضل مكانا اخر يعرف بالوادى الغربى ويطلق عليه ايضا وادى القرود، ولم يشاركه فى هذا الوادى غير الملك "اى" صاحب المقبره رقم 23 بالوادى الغربى.

مقبرة توت عنخ آمون

استطاع اللورد كارنرفون ان يحصل عام 1917 م على موافقه مصلحه الآثار بالسماح له بالتنقيب فى وادى الملوك واستطاع فى نفس الوقت ان يقنع كارتر بالحفر له فى الوادى, وبدأ الحفر ومضى عام 1917م ,واستمر الحفر مده خمس سنوات متتاليه, حتى ظهر المدخل كاملا ثم ازيلت الاتربه عن 15 درجه اخرى تشكل سلما عرضه 1,6 متر وطوله اربعه امتار يؤدى الى مدخل آخر كان مسدودا بحجاره مطليه بالملاط عليها اختام توت عنخ امون (والختم عبارة عن شكل ابن آوى راقدا الممثل للاله انوبيس اله الجبانه وفوقه اسم توت عنخ امون داخل الخرطوش وتحته تسعه من الاسرى اعداء مصر ايديهم موثقه خلف ظهورهم),  وقد تبين ان المقبرة فتحت فى الازمنة القديمة لان هناك اثار لفتحتين متعاقبتين اعيد طلائها بالملاط واكد ذلك وضع الاختام على المدخل فيبدو ان اللصوص فوجئوا حين سرقتها.
 فى 25 نوفمبر سنة 1922 هدم الحائط الذى يسد المدخل ووجد خلفه ممر محفور فى الصخر مملوء بالاتربه والانقاض وطوله 7,60 متر بعد ذلك وجد مدخل كان مسدودا ايضا بالاحجار,  فى يوم 29 من نفس الشهر جرى رسميا افتتاح الغرفه الاماميه التى كانت مكدسه بالأثاث الجنائزى الرائع للملك الصغير ويبلغ طوله 8×3,6 متر,  ويوجد فى زاويتها اليسرى حائط وجد خلفه بعد هدمه غرفه الدفن التى كان بها المقصوره الخارجية الكبرى المصنوعه من الخشب المذهب وكان بداخلها ثلاث مقاصير اخرى متشابهه تضم التابوت الاصلى المصنوع من الحجر الرملى المتبور الاصفر، وتزين اركان هذا التابوت الآلهات الاربع الحارسات ايزيس ونفتيس ونيت وسلكت وقد غطين التابوت بأجنحتهن المنشورة، اما غطاء التابوت فهو لسبب لا نعلمه من الجرانيت الخشن وكان مكسورا ومطليا باللون الاصفر ليناسب لون التابوت, وكان هذا التابوت الحجر يضم بداخله ثلاثه توابيت متداخله, فالتابوت الاول ملفوف بأقمشه على صورة اله الموتى "اوزيريس" واليدان متقاطعان على الصدر تمسكان بالشارت الملكية المطعمة بعجينه زجاجيه زرقاء وحمراء كرأس العقاب والثعبان والقائمين على جبهته, وكان التابوت مصنوعا من خشب مذهب والوجه واليدان مكسوة برقائق من الذهب، ومقابض فضيه كانت تستخدم لتحريك الغضاء وعندما فتح التابوت وجد بداخله تابوت ثان اصغر قليلا منه ومندمج بداخله، والتابوت الثانى مصنوع من خشب مغطى بصفائح من ذهب ولكن كان مكسوا فى اجزائه بعجائن زجاجية متعددة الألوان, وعندما فتح التابوت الثانى وجد ايضا بداخله تابوت موميائى ثالث ملفوف بكتان احمر وكان الوجه هو الشىء الوحيد المكشوف والتابوت مصنوع من الذهب الصب وقد زين بمناظر الألهتين نخبت حاميه الوجه القبلى والالهه واجيت حامية الوجه البحرى وهما ناشرتان اجنحتهما على ذراعى الملك  تتشابك اجنه كل من ايزيس ونفتيس على الجزء الاسفل من التابوت دلالة حماية الجسد المحفوظ داخله, وعندما فتح هذا التابوت ظهر القناع الذهبى الشهي, لملك توت عنخ امون ولا يزال موجود الآن فى حجرة الدفن التابوت الحجرى والتابوت الخشبى الثانى وموياء الملك.
وتبلغ مساحة غرفة الدفن 6,40×4,03 متر وتتميز بوجود غرفة جانبيه طولها 4×3,50 متر، كما تتميز الغرفه الاماميه ايضا بحجره جانبيه اطوالها4×2,90 متر وجميع هذه الحجرات كانت مكدسة دون اى نظام بالأثاث الجنائزى للملك توت عنخ امون وقد يؤكد ذلك دخول اللصوص هذه المقبرة وهذه الكنوز محفوظه الآن بالمتحف المصرى.

مقبرة الملك آى

وهذه المقبره تقع فى خانق جبلى عند نهاية الفرع الغربى لوادى الملوك,  والمقبره محفوره فى صخر الجبل لمسافة تصل الى 66 مترا. وقد اكتشفت عام 1817 على يد "جيوفانى بلزونى" حيث حفر اسمه فخورا على باب المقبره وتاريخ اكتشافها، وعندما دخل المقبره ودخل غرفة الدفن اطلق احد عماله على المقبره اسم" مقبرة القرود" متأثرا فى ذلك بأحد المناظر المرسومه على حوائطها والذى يمثل اثنى عشر قردا مرتبه فى ثلاثة صفوف ولم يتمكن "آى" من استكمال الا نصف ماقدر لمقبرته من تخطيط وقد نفذت مناظرها على اسعجال فوق طبقة خشنه غير مستويه من الجص.



                                                                                                         ( مريم ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق